تأمل في التوكل ... فقط لمن كان يعقل..
صفحة 1 من اصل 1
تأمل في التوكل ... فقط لمن كان يعقل..
اجتمعت عليك همومك....؟؟
وتفرق قلبك في كل واد وتفكيرك..؟؟
احترت فيما نزل بك ...وما أشكل عليك....؟؟
اغلقت الأبواب في وجهك أينما اتجهت..؟؟
ضاقت عليك الأرض بما رحبت...؟؟
أنت ضعيف ...أنسيت ذلك...؟؟
اتريد الحل...؟؟
فوض أمرك إليه .....
فهو معنى التوكل عليه....
اعترف بأنك لاتملك حولا ولا قوة ولا علما....
وأن الله كافيك وقائم على أمورك ومصالحك...
لينطرح قلبك بين يدي ربك ...ومولاك والعالم بأمرك.....
كانطراح الميت بين يدي الغاسل يقلبه كيف يشاء...
واسترسل مع الله فيما قدره لك وقضاه...
وسلم لمولاك وأعلن رضاك ...
وردد :
( فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَـادِرُونَ )
أخي ...أختي...
إن توكلك على الله ليس باللسان ....
بل برضاك عن ربك بما فعل بك......
تعلق به في كل حال لا في الشدائد فحسب ....
بل حتى في النعم إذ يرزقك من حيث لا تحتسب...
سبحان الله...أتشك في الله أن لا يختار لك ما هو أصلح بك...؟؟
إن هذا لا يليق بك مع الملوك ...فكيف بملك الملوك...؟؟
حرك جوارحك واعمل الأسباب الظاهرة ...
ولكن ليسكن باطنك ... برضاك عن ربك..
أخي ...أختي...
لا توكل صحيح بدون عمل بالأسباب
وإنما المطلوب :
قطع علائق القلب بغير الرب ....وأن تبذل السبب...
توكل عليه....وستجد ما وعدك به...
وسلم له...وسترى فعله...وفوض أمرك إليه وستشاهد حكمته...
أخي ...أختي...
إن بداية الطريق إليه...وشرط التوكل عليه
أن تعرفه إذ كيف تتوكل على من تجهله...؟؟
فهل عرفت قدرته...؟؟ وهل عرفت كفايته وقيوميته...
هل عرفت أن الأمور تبدأ منه وتنتهي إليه..
وهل عرفت أنه لا يكون شئ إلا بعلمه وحكمته...؟؟
وهل تعلق قلبك بأسمائه وصفاته...
تأمل وعلق قلبك بصفات ربك :
الفتَّاح الوهَّاب الرزَّاق المعطي العفو الرحيم التواب
ستكتشف بعدها أنك :
كلما قويت معرفتك بالله قوي توكلك عليه...
أخي ...أختي...
إن من شرط التوكل أيضاًُ :
أن تعمل بالأسباب ولا تنفيها ...
فقد قضى الله عزوجل بحصول أي أمر لك إذا فعلت سببه....
فقد قضى بالشبع لمن أكل وبالرِّي لمن شرب..
فمن اعتمد على الأسباب ضل وزل..
إذ لم يعتمد على الله عز وجل...
ومن نفاها وأنكرها لم يعرف طريق التوكل على ربه...
بل اتهمه في عقله....
أخي ...أختي...
من شرط التوكل عليه :
صحة التوحيد وسلامة المعتقد...
فبقدر توحيد القلب.... يكون التوكل على الرب....
ومتى التفت القلب لغير الله.... وكله إليه الله...
أخي...أختي...
متى يسكن قلبك .... راضيا عن ربك فيما قضى لك...؟؟
إذا أقبلت إليك الدنيا فلا تبالي بها ولا تتعلق بها ...!!!
فقد وكلَّت ربك في تدبير شؤونك...
وإذا أدبرت عنك وولت وتخلت....
فاعلم أنك وكلت من بيده خزائن السماوات والأرض..
يا أيها المتوكل الراضي عن ربه...تذكر أنك في حفظ الله وحصنه..
فلماذا يضطرب قلبك عندما ترى عدوك...أنسيت أنك في الحصن..؟؟
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى